السياحة الطبية الدولية

 

اشتق مصطلح السياحة الطبية والتي تدعي أيضا السياحة العلاجية أو السياحة الصحية من خلال الوكالات السياحية ووسائل الإعلام وذلك لوصف لعادة السريعة النمو بالسفر إلي دولة أخري لتلقي الرعاية الصحية .
وتتضمن هذه الخدمات عادة إجراءات بسيطة وأخري معقدة مثل عمل عمليات رد المفاصل سواء للركبة أو الورك وكذا جراحات القلب والأسنان وجراحات التجميل .
ويستخدم مقدمي الخدمة أو العميل طرقا غير رسمية وسهله قانونيا وتنظيميا عند اللجوء لمثل هذا النوع من السياحة.

تاريخ نشوء هذه السياحة:

 

يمكن أن ننسب بداية هذه السياحة إلي قدماء اليونانيين والمصريين واليابانيين. وكانت مقاصد السياحة لطلاب هذا النوع هي الينابيع الحارة الغنية بالمعادن والموارد الطبيعية والتي تم الاستفادة منها للمزايا العلاجية التي تستمر لفترات طويلة . وبدوم عام 4000 بعد الميلاد كان السومريون قد بنوا مرافقا صحية حول الينابيع الساخنة . وعلي الرغم من ذلك فان اليونانيون القدماء هم أول من بني أول المواقع للسياحة العلاجية .
وبينما كانت الإمبراطورية الرومانية تمتد فان الناس كانوا يسافرون من العالم له إلي مدن البحر المتوسط للاستشفاء . أما في القاهرة فقد أنشأت المستشفي المنصورية عام 1248 بعد الميلاد والتي أصبحت اكبر وأعظم مستشفي وأكثرها تقدما في تاريخ العالم كله في ذلك الوقت .وقد تعهدت هذه المستشفي بتقديم العلاج لكل الأشخاص بغض النظر عن العرق أو الدين أو الثروة ولذا فقد استقطبت الناس من كل حضر ومضر .
وتعتبر آسيا أيضا مقصدا تاريخيا للسياحة الطبية فقد ذاعت شهرة الينابيع المعدنية لخصائصها العلاجية بالنسبة للمسافرين لحوالي ألف سنة . وفي الهند حيث اشتهرت رياضة اليوجا منذ 5000 سنة مضت فقد كنت الهند مقصدا يزوره المهتمين بالسياحة العلاجية باستمرار طلبا للطب البديل .
أما في أوروبا فقد ازدهرت السياحة الطبية في القرن السادس عشر بعد أن اكتشفت طبقات المجتمع الراقية مرة أخري الحمامات الرومانية ثم بنت حولها المدن مثل مدينة سان مورتيز وبادن .

 
 

الوصف :

 

من العوامل التي أدت إلي الزيادة الحديثة في شعبية السياحة العلاجية الطبية هي ارتفاع تكلف الرعاية الصحية وأوقات الانتظار الطويلة لعمل الإجراءات في الدول الصناعية وسهولة وتوفر السفر الدولي وتقدم التكنولوجيا ومعايير الرعاية الطبية في العديد من دول العالم .
ويأتي قاصدو السياحة الطبية من شتي إنحاء العالم مثل أوروبا والمملكة المتحدة والشرق الأوسط واليابان والولايات المتحدة وكندا . وهذا بالنظر إلي حجم سكانهم الكبير وأيضا لمستويات دخولهم العالية وكذا ارتفاع مصاريف الرعاية الصحية في بلادهم .

 

 


إن عاملي السرعة والراحة من العوامل التي تجذب السياحة الطبية فإجراء عملية مثل رد عظمة الورك يمكن أن يستغرق ما يقرب من عام أو أكثر في بريطانيا أو كندا بينما لا يستغرق الأمر إلا يوم واحد بعد وصول السائح المريض إلي كل من سنغافورة أو هونج كونج أو تايلاند أو كوبا أو كولومبيا أو الفلبين أو الهند .

 

 


كما أن المرضي يرون أن التامين الصحي ببلادهم لا يغطي إجراء جراحة تجبيرية مثل رد العظام أو انه يفرض قيودا غير منطقية علي اختيار المرفق أو الجراح أو الجراحة الترقيعية التي يلم استخدامها .

 

 


وطبقا لبحث وجد في مقالة قدمته جامعة دلوار :
" إن تكلفة الجراحة في بوليفيا أو الأرجنتين أو كوبا أو الهند أو تايلاند أو كولومبيا أو الفلبين أو جنوب إفريقيا يمكن أن تكون عشر ما هي عليه في الولايات المتحدة أو أوروبا الغربية . حتى أنها قد تكون اقل من العشر في بعض الأوقات .فتغيير صمام القلب الذي قد يتكلف 200000 دولار أمريكي أو أكثر في الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تكون 10000 في الفلبين والهند وهذا بالإضافة إلي أسعار رحلة الطيران وإجازة قصيرة شاملة . وبالمثل فعمل جسر للأسنان خالي من المعدن يتكلف في الولايات المتحدة 5500 دولارا بينما في الهند أو بوليفيا لا يتعدي ال500 دولار وفي الفلبين يتكلف الأمر 200 دولار فقط .